للحصول على نسخة من اللقاء بصيغة بي دي أف اصغط هنا
ملف الأسبوع
20-5-2012
قال إن الأرقام تثبت سطوة تكنولوجيا العصر مهما اختلفت الآراء حولها
د.صلاح الناجم: غزو «الهواتف الذكية» و«الحواسيب الكفّية» لا تمكن مواجهته.. واسألوا «الفيسبوكيون» و«التويتريون»
الناس يشترون كل جديد في مجال الأجهزة التكنولوجية.. حتى لو لم يحتاجوا إلى مزاياها الإضافية!!
يكفي القول إن إحدى شركات الهواتف شحنت 97 مليون جهاز «ذكي» في العام الأخير مقابل 24 مليوناً في العام الذي سبقه
الفروقات الكبيرة لا تحدث من «جيل» إلى «جيل» إلا بعد فترة طويلة ولاعتبارات تسويقية
بعض الأجهزة حققت نسبة نمو في 2011 وصلت إلى %244 مقارنة بعام 2010
يجب على المستخدمين الحرص على عدم دفع مبالغ لا داعي لدفعها لمجرد اقتناء إصدار جديد
هناك من يهرعون إلى امتلاك أي جهاز إلكتروني حديث دون أن يسألوا إن كان أكثر تطوراً مما يمتلكونه أم لا!
كتبت هدى الموسى:
حول حُمى اقتناء الأجهزة التكنولوجية الحديثة كشف الأستاذ المشارك في علم اللغة الحاسوبي والمعالجة الحاسوبية للغة الطبيعية بجامعة الكويت المستشار في الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الدكتور صلاح الناجم عن نتائج دراسة قام بها أخيرا الاتحاد الدولي للاتصالات (International Telecommunication Union)، وتحدد مدى انتشار المشتركين بخطوط الهاتف المحمول (والتي تشمل أجهزة الهاتف الذكية) في الوطن العربي، إذ تصل نسبة المستخدمين %96.7 من نسبة السكان مقارنة بنسبة %9.7 من حيث انتشار استخدام الهواتف الأرضية، وقال إن نسبة الذين يستخدمون النطاق العريض من الموجة ((Broadband للاتصال بالانترنت في الوطن العربي على أجهزة هواتفهم المحمولة تصل الى %13.3.
من جهة أخرى، واستنادا الى دراسة قامت بها شركة IDC المتخصصة في أبحاث أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قال د.الناجم إن نسبة بيع الهواتف المحمولة في 2011 تقدر بنسبة %11.1 مقارنة بنسبتها في 2010، مضيفا ان شركة ComScore المتخصصة في أبحاث أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توقعت ان تتزايد هذه النزعة في العام 2012.
أرقام ودلالات
وفي تفاصيل أخرى قال د.صلاح الناجم إن شركة ComScore ذكرت ان أجهزة الهاتف الذكية صارت تشكل غالبية أجهزة الهواتف المحمولة التي يتم شراؤها بوصولنا الى منتصف العام 2011، كما ان نسبة مستخدمي أجهزة الهاتف الذكية وصلت الى %42 من نسبة مستخدمي أجهزة الهواتف المحمولة خلال الربع الأخير من العام 2011.
وأكمل: في دراسة قامت بها IDC، ذكرت الشركة ان كمية الهواتف الذكية التي تم شحنها عالميا في العام 2011 بلغت 491.4 مليون جهاز بنسبة نمو بلغت %61.3 مقارنة بالكمية التي تم شحنها في العام 2010.
وقد شكلت نسبة الهواتف الذكية التي تم شحنها %31.8 من مجموع الأجهزة المحمولة Handsets Devices)) التي تم شحنها عالميا. وأن زيادة نسبة النمو في كمية أجهزة الهاتف الذكية التي تم شحنها تؤكد الطلب المتزايد على أجهزة الهاتف الذكية.
أبحاث وأسواق
وزاد: الدراسات والاحصاءات تؤكد زيادة استخدام أجهزة الهاتف الذكية في الدخول الى الويب، ففي ديسمبر 2011 شكلت نسبة الدخول الى الويب باستخدام أجهزة هاتف ذكية %5.2 من نسبة الوسائط المستخدمة في الدخول الى الويب.
كما ان هناك عددا كبيرا من مستخدمي الويب يعتمدون فقط على أجهزة الهاتف المحمولة للدخول الى الويب دون ان يستخدموا أجهزة الحاسوب المكتبية أو أجهزة الحاسوب المحمولة استنادا الى دراسة قامت بها شركة On Device Research المتخصصة في أبحاث أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف د.صلاح الناجم تقول الدراسات أيضا، ان أكثر من 200 مليون مستخدم يدخلون الى موقع فيسبوك عن طريق أجهزة هواتفهم المحمولة (ومنها الأجهزة الذكية) و%55 من مستخدمي تويتر يدخلون اليه عن طريق الهواتف المحمولة، كما ان هنالك أكثر من 200 مليون ملف فيديو تتم مشاهدتها على موقع يوتيوب عن طريق الهواتف المحمولة.
وأردف: من جهة أجهزة الحاسوب الكفية (Tablet PCs)، تقول الاحصاءات انه في ديسمبر 2011 شكلت نسبة الدخول الى الويب باستخدام أجهزة الحاسوب الكفية %2.5 من نسبة الوسائط المستخدمة في الدخول الى الويب.
هذه الاحصاءات تؤكد ان كلا من أجهزة الهاتف الذكية وأجهزة الحاسوب الكفية غيرتا النظام الأيكولوجي الرقمي بسبب زيادة كمية المحتويات الرقمية التي تستهلك عن طريق هذه الأجهزة.
حاجات فعلية
ملف الأسبوع سأل د.صلاح الناجم: هناك تغيير سريع ومتطور يحدث في مواصفات أجهزة الهاتف الذكية وأجهزة الحاسوب الكفية مما يجعل البعض يبدلون أجهزتهم باخرى كلما نزل جهاز جديد الى الأسواق، في رأيك الشخصي، كيف ترى حاجة الناس الفعلية لما يشترونه من اجهزة؟
- الناس يتجهون عادة الى شراء كل جديد في مجال التكنولوجيا حتى ولو كانت هذه الأجهزة الجديدة تحوي مزايا لا يحتاجون اليها، ويحدث هذا بطريقتين الأولى هي الانتقال من نوع معين (Brand) من الأجهزة الى نوع آخر دون النظر الى الحاجة الفعلية لهذا الانتقال.
الطريقة الثانية هي السعي الى شراء الأجيال الجديدة من نفس النوع من أجهزتهم لمجرد كونها جديدة دون النظر الى المزايا الاضافية التي تقدمها هذه الأجهزة.
تكنولوجيا المعلومات
وأضاف د.الناجم: في النوع الأول (الانتقال من نوع الى نوع) تبين لنا دراسة قامت بها شركة Strategy Analytics المتخصصة في أبحاث أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بداية هذا العام ان عدد أجهزة الهاتف الذكية التي شحنتها احدى شركات الهواتف في العام 2011 قد وصل الى 97.4 مليون جهاز بعد ان كانت الأجهزة المشحونة لا تتجاوز 23.9 مليونا في العام 2010.
وشركة هواتف ذكية اخرى بلغ عدد الأجهزة التي شحنتها في العام 2011 مامجموعه 93.0 مليون جهاز بعد ان كان عدد الأجهزة المشحونة في 2010 لايتجاوز 47.5 مليون جهاز.
وزاد: نلاحظ هنا النمو في عدد الأجهزة المشحونة من قبل «الاولى» (من 23.9 الى 97.4 مليوناً) مقارنة بنمو عدد الأجهزة المشحونة من قبل «الثانية» (من 47.5 الى 93.0).
وأكمل: من جهة أخرى، فقد زادت الحصة السوقية ((Market Share لأجهزة الهاتف الذكية التي تعمل بنظام الشغيل Google Android لتصبح %45.8 في نهاية العام 2011 بنسبة نمو وصلت الى %244 مقارنة بحصتها السوقية في العام 2010 ليحتل نظام التشغيل Android المركز الأول في ترتيب أنظمة التشغيل المستخدمة في أجهزة الهاتف الذكية تلاه نظام iOS الذي تنتجه شركة Apple والمستخدم في أجهزة iPhone بحصة سوقية بلغت نسبتها %19.1 وبنسبة نمو قدرها %96.
واحتل نظام Symbian الذي تنتجه شركة Nokia المركز الرابع بحصة سوقية وصلت الى %16.4 بنسبة نمو انخفضت بمقدار -%29.1 تلاه نظام Blackberry الذي تنتجه شركة RIM والذي بلغت نسبته السوقية %10.5% بنسبة بنمو لم تتجاوز %5. وأردف: نلاحظ من الاحصاءات السابقة زيادة مستخدمي أجهزة الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل Android بشكل عام، اذا تجاوزت نسبة الحصة السوقية لهذا النظام الحصة السوقية لمستخدمي نظام iOS وSymbian وBlackberry بنمو واضح.
أجيال جديدة
وتابع د.صلاح الناجم: هناك عدد كبير من المستخدمين يتنقلون من نوع معين من الأجهزة الى نوع آخر دون النظر الى الحاجة الفعلية للانتقال، وهناك عدد كبير من المستخدمين يسعون الى امتلاك الأجيال الجديدة من نفس النوع من أجهزتهم فقط لكونها جديدة دون النظر الى المزايا الاضافية التي تقدمها هذه الأجهزة، فعلى سبيل المثال هناك عدد كبير من مالكي جهاز هاتف ذكي قاموا باستبدال أجهزتهم بالجيل الجديد من نفس الجهاز فقط لمجرد ان هذا الجهاز هو الأحدث. فحجم الجهازين واحد ووزن الجهاز الجديد أثقل من وزن القديم (140 جراماً مقابل 137 جراماً). واللافت للنظر هو أنه كان بامكان مالكي الجهاز القديم الحصول على أغلب مزايا الجديد عن طريق تحديث نظام تشغيل جهازهم القديم الى اصدار مختلف يعمل عليه الجهاز الجديد.
والاختلافات الرئيسية التي لم يوفرها التحديث تتمثل في سرعة المعالجة وميزة اصدار الأوامر بالصوت ويوفر جودة أعلى لتصوير الصور الثابتة ويوفر تحسينا طفيفا في عمر البطارية. الا ان هذه المزايا لا تشكل اختلافا كبيرا في الأداء بالنسبة لغالبية مستخدمي الجهاز.
وهذا يعني ان الحاجة الفعلية للاستبدال لم تكن موجودة وكان يكفي ان يتم تحديث نظام التشغيل دون دفع أي تكاليف، الا ان رغبة البعض في الشعور بأنهم يمتلكون أحدث اصدار دفعتهم الى شراء الجهاز الأحدث.
جودة أعلى
وأضاف د.صلاح الناجم: ينطبق ذلك على أجهزة الحاسوب الكفية. فقد قام عدد كبير من مستخدمي جهاز حاسوب كفي بشراء الاصدار الجديد منه فقط لمجرد ان هذا الجهاز هو الأحدث، فحجم الجهازين واحد تقريبا، وعمر البطارية واحد، ووزن الجهاز الجديد أثقل من وزن القديم (652 جراما مقابل 601 جرام). وكما هو الوضع في الحالة السابقة، كان بامكان مالكي الحاسوب القديم الحصول على أغلب مزايا الجديد عن طريق تحديث نظام التشغيل الى الاصدار الذي يعمل عليه الحاسوب الجديد، والاختلافات الرئيسية التي لم يوفرها التحديث تتمثل ايضا في سرعة المعالجة.
وتوفير ميزة الاملاء الصوتي، اضافة الى جودة أعلى للعرض.
الا ان رغبة امتلاك احدث الاجهزة مسيطرة على أذهانهم ودفعتهم لشراء الاصدار الجديد منه دون النظر الى حاجاتهم الفعلية.
طفرة في المواصفات
وختم الدكتور صلاح الناجم بقوله: هناك مواصفات أساسية يجب ان يركز عليها مستخدمو أجهزة الهاتف المحمولة الذكية وأجهزة الحاسوب الكفية عند اقتناء أي جهاز. من هذه المواصفات: المعالج (Processor)، الحجم، الوزن، دقة عرض الشاشة (Display Resolution)، عمر البطارية، التطبيقات الأساسية والاضافية، سهولة الاستخدام، والاتصال بالانترنت، هذه المواصفات الأساسية يجب ان ترتبط بطريقة استخدام الشخص للجهاز وحاجاته الفعلية، يجب على المستخدم الحرص على عدم دفع مبالغ لا داعي لدفعها لاقتناء أجهزة بمواصفات لا يحتاجها، فقد تتغير أشكال الأجهزة وتتنوع من اصدار الى اصدار أو من نوع الى نوع، ولكن الفروق في المواصفات الأساسية عادة ماتكون طفيفة عندما نتحدث عن فترة زمنية قصيرة بين كل اصدار، كما يجب ان يضع المستخدم في عين الاعتبار أنه لا تحدث عادة طفرة كبيرة في المواصفات الأساسية من جيل الى جيل من الأجهزة الا بعد فترة غير قصيرة من الزمن وذلك لاعتبارات تسويقية